responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2421
(فَسَامُوهُمْ) بِضَمِّ الْمِيمِ الْمُخَفِّفَةِ مِنَ السَّوْمِ ; بِمَعْنَى التَّكْلِيفِ عَلَى مَا فِي النِّهَايَةِ ; أَيْ كَلَّفُوهُمْ وَعَذَّبُوهُمْ وَأَذَاقُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ; أَيْ أَشَدَّهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [البقرة: 49] (فَلَا تَشْغَلُوا) بِفَتْحِ الْغَيْنِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: شَغَلْتُ فُلَانًا فَأَنَا شَاغِلٌ وَلَا تَقُلْ أَشْغَلْتُهُ ; لِأَنَّهَا لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وَفَى الْقَامُوسِ ; شَغَلَهُ كَمَنَعَهُ شُغْلًا وَيُضَمُّ، وَأَشْغَلَهُ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ، أَوْ قَلِيلَةٌ، أَوْ رَدِيئَةٌ، وَالْمَعْنَى لَا تَسْتَعْمِلُوا (أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ) ; أَيْ بِضَرَرِهِمْ كَمَوْتٍ وَعَزْلٍ، فَإِنَّهُ قَدْ يَأْتِي أَنْحَسُ مِنْهُ، ( «وَلَكِنِ اشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالذِّكْرِ» ) ; أَيْ بِذِكْرِي وَنِسْيَانِ غَيْرِي، (وَالتَّضَرُّعِ) ; أَيْ إِلَيَّ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيَّ (كَيْ أَكْفِيَكُمْ) بِالنَّصْبِ ; أَيْ لِكَيْ يَكْفِيَكُمْ (مُلُوكَكُمْ) ; أَيْ شَرَّهُمْ، إِذْ مَنْ تَضَرَّعَ إِلَيْهِ أَنْجَاهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ أَمْرَ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، (رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ) .

[بَابُ مَا عَلَى الْوُلَاةِ مِنَ التَّيْسِيرِ]
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
3722 - عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ «بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بَابُ مَا عَلَى الْوُلَاةِ مِنَ التَّيْسِيرِ
الْوُلَاةُ بِضَمِّ الْوَاوِ ; جَمْعُ الْوَالِي ; وَهُوَ يَشْمَلُ الْخَلِيفَةَ وَغَيْرَهُ، وَمِنْ بَيَانٌ لِ (مَا) وَ (عَلَى) لِلْوُجُوبِ ; أَيْ بَابِ مَا يَجِبُ عَلَى الْحُكَّامِ مِنْ تَيْسِيرِ الْأُمُورِ وَتَسْهِيلِهَا عَلَى رَعَايَاهُمْ فِي قَضَايَاهُمْ.
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
3722 - (عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا بَعَثَ أَحَدًا) ; أَيْ أَرَادَ إِرْسَالَ أَحَدٍ (مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ) ; أَيْ مِنْ أَمْرِ الْحُكُومَةِ، (قَالَ بَشِّرُوا) ; أَيِ النَّاسَ بِالْأَجْرِ وَالْمَثُوبَاتِ عَلَى الطَّاعَاتِ وَفِعْلِ الْخَيْرَاتِ، وَالْخِطَابُ لَهُ وَلِأَتْبَاعِهِ، أَوْ جَمْعٌ لِإِفَادَةِ التَّعْمِيمِ دُونَ تَخْصِيصِهِ، (وَلَا تُنَفِّرُوا) بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ الْمَكْسُورَةِ ; أَيْ لَا تُخَوِّفُهُمْ بِالْمُبَالَغَةِ فِي إِنْذَارِهِمْ حَتَّى تَجْعَلُوهُمْ قَانِطِينَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِذُنُوبِهِمْ وَأَوْزَارِهِمْ، أَوْ بَشِّرُوهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ بِحُصُولِ الْغَنَائِمِ وَغَيْرِهَا فِي الْبِلَادِ، وَلَا تُنَفِّرُوهُمْ بِالظُّلْمِ وَالْغِلَاظَةِ عَنِ الِانْقِيَادِ. وَبِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْوَجْهَيْنِ فِي الْجِهَتَيْنِ الْمُقَابِلَتَيْنِ، ظَهَرَتِ الْمُنَاسِبَةُ بَيْنَ الْجُمْلَتَيْنِ الْمُتَعَاطِفَتَيْنِ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ مِنْ بَابِ الْمُقَابَلَةِ الْمَعْنَوِيَّةِ ; إِذِ الْحَقِيقَةُ أَنْ يُقَالَ: بَشِّرُوا وَلَا تُنْذِرُوا، وَاسْتَأْنِسُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا لِيَعُمَّ الْبِشَارَةُ وَالنِّذَارَةُ وَالْاسْتِئْنَاسُ وَالتَّنْفِيرُ اهـ. وَفِيهِ أَنَّ الْإِنْذَارَ مَطْلُوبٌ ; أَيْضًا، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [الأنعام: 51] وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ} [التوبة: 122] ، وَلِأَنَّ أَمْرَ السِّيَاسَةِ وَالْحُكُومَةِ لَا يَتِمُّ بِدُونِ الْإِنْذَارِ مَعَ مُجَرَّدِ الْبِشَارَةِ (وَيَسِّرُوا) ; أَيْ سَهِّلُوا عَلَيْهِمُ الْأُمُورَ مِنْ أَخْذِ الزَّكَاةِ بِاللُّطْفِ بِهِمْ، (وَلَا تُعَسِّرُوا) ; أَيْ بِالصُّعُوبَةِ عَلَيْهِمْ ; بِأَنْ تَأْخُذُوا أَكْثَرَ مِمَّا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، أَوْ أَحْسَنَ مِنْهُ، أَوْ بِتَتَبُّعِ عَوْرَاتِهِمْ وَتَجَسُّسِ حَالَاتِهِمْ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

3723 - وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3723 - (وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَسَكِّنُوا» ) بِتَشْدِيدِ الْكَافِ أَمْرٌ مِنَ التَّسْكِينِ ; أَيْ سَكِّنُوهُمْ بِالْبِشَارَةِ، أَوِ الطَّاعَةِ، وَفِي رِوَايَةِ الْجَامِعِ: وَبَشِّرُوا (وَلَا تُنَفِّرُوا) ; أَيْ بِالْمُبَالَغَةِ فِي الْإِنْذَارِ، أَوْ بِتَكْلِيفِ الْأُمُورِ الصَّعْبَةِ الْمُوجِبَةِ لِلْإِنْكَارِ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا فِي النِّهَايَةِ ; أَيْ لَا تُكَلِّفُونَهُمْ بِمَا يَحْمِلُهُمْ عَلَى النُّفُورِ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 6  صفحه : 2421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست